تفاصيل المخطوطة

الحمد لله الذي أودع في الحروف أسرار الحادثات وجعل الأعداد ظروف الواقعات والصلاة والسلام على مجلى الذات ومظهر الأسماء والصفات وعلى آله الأخيار وصحابته الأبرار. أما بعد: فيقول العبد الفقير سليم الحنفي الواعظ الموصلي لما أنعم الله علي بتحصيل كتب المادة وقراءتها ودراستها على النمط والجادة ورغبت في مطالعة الكتب الجفرية والأسرار الحرفية وقد كنت أخذتها عن الأشياخ الكرام واستفدت أكثرها من كتب الشيخ الأجل الهمام صاحب التمكين سيدي يحيى الدين وأفاض الله على القواعد بالتمام فوق المطلوب والمرام أردت أن أكتب في الجفر رسالة صغيرة المباني كبيرة المعاني فجاءت بفيض الله بحرا تتلاطم فيه الأمواج وتتوارد القواعد فيها أفواجا أفواج، وسيمتها: الكواكب الدرية في الأصول الجفرية ورتبتها على مقدمة ومطلب وخاتمة. أما المقدمة فهي تشمل على فصول: الفصل الأول في موضوع علم الجفر وفائدته فنقول: قد اختلف في تعيين موضوعه فقال الشيخ محي الدين قدس سره العزيز موضوع هذا العلم الحروف من حيث هي بناء مستقل بالدلالة ودليله الاستقراء وفائدته الاعتلاء إلى فهم الخطاب المحمدي الذي لا يكون إلا بمعرفة علم اللسان العربي العزيز الملكوتي الذي هو من خواص محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وهذه علته الغائية. انتهى كلامه، وقال القنوي في شرحه للشجرة موضوع علم الجفر الدلالة على قدرة الله تعالى انتهى. وأنت خبير بأن الحق ما ذهب إليه الشيخ قدس سر العزيز، وعليه فيعرف بأنه علم يبحث فيه عن الحروف وعن أجزائها التي هي حروف أيضا من حيث دلالتها على الحوادث…