المعرض الحالي

تحتضن القاعة الرئيسية في دار المخطوطات معرضاً دائماً، يضم مختارات من أنفس المخطوطات والوثائق التاريخية التي جمعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي خلال زياراته لدول العالم المختلفة وأهداها إلى دار المخطوطات الإسلامية؛ حيث يعود أقدمها إلى نهايات القرن الأول الهجري، وهو مصحف مكتوب بخط النسخ جرى ترميمه وحفظه عبر السنين.

إن المُطالع لهذه المخطوطات يُمتِّع ناظريه بما فيها من خطوط جميلة رسمت بأحبار مختلفة، وزينت بالنقوش الملونة، والزخارف الذهبية، بشكل متقن جميل، حتى ليبدو للناظر إليها أنها مطبوعة باستخدام أجهزة حديثة لدقة الرسم، وضبط السطور، وتناظر النقوش.

وتتنوع المواد التي كتبت عليها هذه المخطوطات ما بين ورق أوروبي وشرقي، ومخطوطات خُطَّت على جلد الغزال، بعضها مجلد بالجلد وبعضها بالقماش، كما يزين بعضها حلي معدنية ذات تصاميم غاية في الدقة والجمال.

ويضم المعرض مخطوطات أصلية نادرة، تنوعت ما بين كتب في الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية وعلوم الفلك والرياضيات والطب والصيدلة إلى جانب مصاحف مخطوطة أصلية نادرة.

أما جوهرة المعرض، فهو نسخة طبق الأصل من المصحف المنسوب لعثمان بن عفان رضي الله عنه، ويوجد هذا المصحف بنسخته الأصلية في متحف طوب قابي سراي باسطنبول، وقد ذاعت شهرته أرجاء العالم. وحسب الرصد التوثيقي لهذه النسخة يتبين أن المصحف كان محفوظاً في خزانة الكتب النفيسة في القاهرة، ثُم أهداه والي مصر محمد علي باشا إلى السلطان العثماني محمود الثاني سنة 1226هـ – 1811م، وحفظت هذه النسخة النادرة في قصر طوب قابي منذ ذلك التاريخ ضمن مقتنيات الأمانات المقدسة.