مـــــــــــرافق الــــــــــــــدار :

لاشك أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لم يأل جهداً في الانفاق على دار المخطوطات الإسلامية، سواء في تشييدها،  أو  في تزويدها بالأجهزة اللازمة لأداء مهمتها السامية في  الحفاظ على المخطوطات الإسلامية وما تحويه من تاريخ وعلوم وآداب وغيرها.

وقد استعانت الدَّار  بشركةٍ إسبانيةٍ كبيرةٍ متخصصة في توريد العديد من أجهزة الحفظ والترميم للمخطوطات والمقتنيات الثمينة، والمواد اللازمة لتلك الأغراض، وهذه الشركة هي المورّد الرئيس لتلك الأجهزة في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا.

إن الهدف الأساسي من ترميم المخطوط هو استعادة متانته ومرونته اللتين فقدهما بمرور الزمن ليكون على صورة أقربَ لحالته الأصليّة، والحفاظ عليه من أي محو أو تغيير أو طمس للخصائص المادية أو المعنوية للمخطوط من حيث الشكل، ونوعية الأحبار، والكتابات والسمات الفنية.

كما أنه من المهم التفرقة بين الأجزاء المرممة والأجزاء غير المرممة، ومراعاة أن يكون الترميم مميزاً للمخطوط ومجانساً لمادته، وأنْ تكون المواد المستخدَمة في الترميم معالَجة كيميائيًا، وأن تتميز بالثبات فلا تتحلل أو تتغير بمرور الزَّمَن، كما يمكن إزالتها – إن دعت الضرورة- دونَ أنْ تُلحِقَ ضررًا بمادة المخطوط الأصلي.


يتكون المبنى من طابقين، ويحتوي الطابق الأول على:

قاعة المعرض: وهي قاعة كبيرة تعلوها قُبَّة مصممة على الطراز الإسلامي البديع، كما تتميز جدرانها بزخارف إسلامية أندلسية، تنقلكَ  إلى أجواء تراثية عتيقة.

وتتكون القاعة من طابقين: الأول، يضمُّ الجانب الأكبر من المعروضات، ويبدو الطابق الثاني كشُرفةٍ مُطِلَّةٍ على  القاعة الرئيسة، وهو يضُمُّ  مجموعة أخرى من المخطوطات.

وتتميز واجهات العَرضِ الزجاجية ( الفاترينات) الخاصة بالمخطوطات بتصميمها المخصّص لاحتواء الكُتب والمقتنيات الثمينة، ويتميز زجاجها بمعامل انكسار أقل، كما أنّ معدِنها مطلي بمادة مضادة للبكتيريا والفطريات لحماية المخطوط من أي ضرر قد تسببه تلك البكتريا.

المجلس: وهو غرفة كبيرة مجهزة وفق أحدث  طراز  وأرقاه، وهو مهيّأ لاستقبال كبار الضيوف والزوار.

 


المسرح: ويَسعُ حوالي ( 50 ) شخصًا، وهو مزوّد بأحدث أجهزة العرض وأنظمة الصوت والإضاءة المتطوّرة، وفيه تنعقد الفعالياتُ وتُقامُ الدورات والندوات.


قاعة حفظ المخطوطات: عبارة عن قاعة واسعة، بلا نوافذ، تضمُّ رفوفًا معدنية، تتحرك  آليًّا بهدوء وسلاسة، وهي مطلية بمادة مضادة للبكتيريا والطفيليات حفاظاً على المخطوطات، كما أنها تتحمل درجات الحرارة العالية التي قد تصل إلى 55 درجة مئوية، وتظلُّ محافظة – قدر الإمكان- على المخطوطات بداخلها.

كما تتوفر في هذه القاعة شروط قياسية خاصة بالحفاظ على المخطوطات والمقتنيات الثمينة، فالقاعة مزوّدة بمنظم لدرجة الحرارة والرطوبة، لتظلّ  ضمن النسب المناسبة للمخطوط، حيث تتراوح درجة الحرارة المثلى بين  (18 – 20 درجة مئوية) ، ودرجة الرطوبة المثلى من (50 – 55%).

كما أن شدة الإضاءة فيها محسوبة كذلك بحيث لا تتجاوز 50  لوكسًا. أما نظام إطفاء الحرائق الخاص بالخزانة، فهو نظام ذكي يعتمد على تقليل نسبة الأكسجين، حيث تتراوح نسبته داخل الغرفة بين 13.5 % إلى 20 % من نسبة الأكسجين الطبيعي في الهواء الجوي.

وأخيراً، فإن باب الغرفة المصنوع من الحديد السميك المقاوم للحرارة، ذو أطراف عريضة وكبيرة لإحكام غلق الغرفة والحفاظ على درجة حرارتها ورطوبتها ونسبة الأكسجين فيها ضمن المعدلات الآمنة، كما أنّ الباب لا يفتح إلا ببطاقة ممغنطة إلى جانب القفل العادي.

وحفاظاً على أمن المخطوط وسلامته، فإن القاعة مزودة بكاميرات مراقبة، وفي حال سجلت المستشعرات ارتفاعاً في نسبة الأكسجين أو تغييراً في درجات الحرارة أو الرطوبة، فستنطلق صافراتُ الإنذار  منذرة بوجود خلل في حفظ المخطوط يحتم التعامل معه  بصورة عاجلة.


معمل التجليد: التجليد هو الجزء المكمل للمحافظة على المخطوطات والكتب النادرة بعد الانتهاء من المعالجة والترميم، ويتولى قسم التجليد إعادة تجليدها من جديد بالجلد الطبيعي أوالصناعي وزخرفتها بالنقوش المذهبة بما يتناسب مع ما كان معروفاً في العصر الذي كتب فيه المخطوط. وقد جهز قسم التجليد بما يحتاج إليه من الأدوات والتجهيزات الحديثة وما يتطلبه من مكابس يدوية وماكينات آلية لقص الورق والكارتون.


غرفة تعقيم المخطوطات: تحتوي هذه الغرفة على جهاز تعقيم كبير يعتمد على تقنية تحويل الأكسجين في الهواء الجوي إلى أوزون، وهو غاز  غير ضار بصحة الإنسان، ولا يؤثر على البيئة؛ لتحوله إلى أكسجين بعد الانتهاء من تعقيم المخطوط.

يبدو الجهاز كغرفة صغيرة، لها باب معدِني محكم الغلق، وبداخله رفوف معدنية، توضع عليها الكتب بطريقة معينة بحيث تكون مفتوحة الأوراق – قدر الإمكان- ليتخللها غاز الأوزون، كما تحتوي على صندوق للتحكم في مُدَّة التعرُّض  ونسبة الأوزون، وغيرها.

تتميز عملية التعقيم هذه بأنها تتم دون استخدام أي مواد كيميائية أو مبيدات حشرية أو غازات ضارة، كما أنها لا تؤثر على الأحبار.


غرفة التصوير الضوئي:   تحتوي الغرفة على ثلاثة أجهزة للتصوير الضوئي من منتجات كبرى  الشركات (Bookeye) وغيرها، وتتصل هذه الأجهزة بالخادم الذي تخرن عليه الصور، وتختلف الأجهزة من حيث دقة التصوير حيث تصل دقَّة بعضها إلى 1200 DPI، وكذلك تختلف في الحجم، حيث يسمح أكبرها بتصوير اللفافات الطويلة أو الخرائط، أو غيرها مما يحتاج إلى سطح كبير.

تصور الأجهزة المخطوطات بلونها الأصلي، كما تتميز بوجود قاعدة قابلة للضبط والموازنة، وذلك لتجنب الضغط على كعب المخطوط.


مختبر المعالجة والترميم: مختبر كبير مزود بالعديد من الأجهزة التي تقوم بجوانب متعددة في عملية الترميم.

قياس الحموضة: نظراً لاختلاف أنواع الأحبار المستخدمة عبر العصور في كتابة المخطوطات، والتي تتنوع بين مواد طبيعية وأكاسيد حديد وغيرها، ومع تعرض المخطوط للهواء الجوي وغاز ثاني أكسيد الكبريت، إضافة لعامل الزّمن؛ فإن حموضة المخطوط تتأثر ، مما قد يؤثر على حالة المخطوط وأمَدِ بقائه؛ لذا تتوافر أجهزة لقياس نسبة حموضة الورق (PH)، كما تقيس الأجهزة درجة ثبات الحبر، ونسبة تأثره بالماء أو المذيبات العضوية. وبناء عليه، تُختارُ المادة المناسبة لمعالجة المخطوط.

و يساعد الجهاز على تحديد درجة الحموضة، وبالتالي تركيز المواد الكيميائية المستخدمة في معالجته ومعادلة الحموضة.

 


جهاز التنظيف الجاف للمخطوط: ويتكون من سطح مثقوب تمر عبره الشوائب، وفُرَش متفاوتة الأحجام والقوة، وهي ذات شعر ناعم، متصلة بجهاز شفط، يتولّى تنظيف الأتربة والاتساخات السطحية الناجمة عن فعل الرطوبة أو الفطريات أو الكائنات الدقيقة.


جهاز التقوية بالتغليف (Lamination): يقوم بتغليف الأوراق المتهالكة بغلاف شفاف وباستخدام المكبس الحراري الذي يمكن ضبط درجة حرارته بحسب نوع الورق أو المادة المصنوع منها المخطوط، والهدف من هذه العملية إعادة متانة الورق ومرونته، وعزل الأوراق عن الوسط المحيط بها مما يحميها من العوامل المحيطة الضارة بها.

 


جهاز فك الأوراق الملتصقة: وهو جهاز يقوم على فك الاوراق الملتصقة عن طريق توجيه البخار عن طريق الطرف المتحرك على المخطوط بطريقة فنية، ويستخدم في حال وجود بقايا مواد لاصقة.

 


كاويات يدوية: يعتمد استخدام الكاوية اليدوية على مهارة الفني المختص حيث يقوم بسد الثقوب بورق خاص بالترميم (الورق الياباني) والذي يتم اختيار المناسب منه بحسب نوع ورق المخطوط ولونه، ويتم استخدام لوحة الإضاءة لتوضيح الثقوب الصغيرة.

تتوافر العديد من لفائف الورق الياباني ولاصق الكربوكسي ميثيل سلسلوز، بألوان وأسماك مختلفة.

كما توجد في المعمل ثلاجات لحفظ المواد الكيميائية، وحجرة لتحضير المحاليل الكيميائية للحفاظ على سلامة الأشخاص والمكان.


 

أما الطابق الثاني فيحتوي على:

قاعة الدوريات: وتحتوي على دوريات ومجلات تهتم بالتراث و المخطوطات.

قاعة حفظ المطبوعات النادرة: وتشتمل على كتب نادرة حجرية و طبعات قديمةٍ مر عليها أكثر من 60 عاماً.


قاعات الاطلاع و قراءة المخطوطات الرقمية: وهي قاعات مجهزة بأجهزة حاسوب ذات شاشات تعمل باللمس؛ لتسهيل عملية تقريب المخطوط ومطالعة محتواه ، وهي متصلة بالخادم الرئيس الذي يغذيها بالمخطوطات المصوّرة ضوئيًّا.


قاعات الاطلاع و قراءة المخطوطات الأصلية: وهي قاعات يتمكن فيها الباحث من الاطلاع على المخطوط الأصلي، وذلك بعد استيفاء شروط معينة، ويكون الاطلاع بإشراف من موظف مختص.


قاعات التحقيق و النشر: توفر هذه القاعات بيئة علمية رصينة، حيث يتمكن فيها الباحث من الوصول إلى جميع المصادر العلمية التي يحتاجها في بحثه، من مخطوط أو دورية أو موقع على الإنترنت.

حقوق الطبع محفوظة دار المخطوطات الاسلامية © 2019