تفاصيل المخطوطة

يا من عجز عنه جميع تضاعف نعمه أقلام أفهام العقلاء، وتحير في ترقيم نصف ما قسم على عباده من الأنصباء، وفوق صدور علمائه بأنوار المعرفة، وثواقب نجوم الآراء، وصير قلوب أوليائه بحسن المقابلة في يوم الحساب والجزاء؛ صل وسلم على من صحح الشريعة الغراء، وكسر أصنام أهل الأهواء، وصير فصحاء العرب بمنطقه بكما وصماء، وعلى آله وأصحابه الذين حذروا بالضرب أعناق الأعداء، لا سيما الأربعة المتناسبة الذين لم يخطئوا في تحليل الأشكال، ومساحة الطريق السواء. أما بعد: فيقول الفقير إلى الله الغني: عمر بن أحمد الشهير بالمائي والچلي: إني رسمت فيما مضى في أيام التحصيل، وأثناء التدريس والتعطيل، تعليقات على المواضع المشكلة، وتنبيهات على رموز المباحث المعضلة؛ من الرسالة البهائية في الحساب، المشهورة فيما بين أولي الألباب، وكنت من ابتداء الزمان إلى هذا الأوان مشفوقا بجمعها وترتيبها، وتنضيدها وتركيبها، فكم عرفت فانتقض العزم، وتقدمت وتأخر الفهم، إذ أنا من زمان صار الجهل فيه مشهورا، والعلم كأن لم يكن شيئا مذكورا، درست المعالم، وعفت آثارها … فأستعين بالله المتعال، وشرعت في المقال: (نحمدك)، أقول: أردف التسمية بالتحميد أداء لحق بعض نعمائه الجميل ونبذا من آلائه الدزيل التي من جملتها التوفيق لمثل هذا التصنيف والتدقيق للمعاني الموضوعة في هذا التأليف واقتداء بطريق الأبرار…قوله في الحساب أي: في علم الحساب بحذف المضاف للظهور أو يقال إن الحساب أيضا علم كعلم الحساب على ما قالوا في رمضان شهر رمضان….