تفاصيل المخطوطة

الحمد لله رب العالمين والصلاة على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين. أما بعد: فلما كانت معرفة الدائرة المسماة بالدائرة الهندية الواقعة في شرح الوقاية مما يظن معضلا ويحسب مشكلا التقطت من المواقع حرفا لتوضيحها وشكلا لتسهيلها فأقول قال برهان الملة والدين صدر الشريعة وبدر الطريقة طاب ثراه وطريقه أي طريق معرفتها بتأويل العرفان ولما احتاج معرفتها إلى تحصيل سطح موزون غير مقاطع للأفق وإن خرج في جميع الجهات إلى غير النهاية أشار أولا إلى تحصيله بقوله أن يسوي الأرض غاية التسوية بأن يوضع وسط مسطرة مصححة على قطعة من الأرض ثم تدار تلك المسطرة عليها بحيث تماسها في جميع الدورة ولا يتبين بينهما ضوء إليه أشار بقوله بحيث لا تكون بعض جوانبها مرتفعا وبعضها منخفضا فحصل بهذا العمل سطح موزون بحيث لم يبق على وجه تلك القطعة من الأرض شيء من التضاريس لكن ينبغي أن يكون ذلك السطح غير مقاطع للأفق بل يكون سحة غير مائل عنه وطريق معرفته على وجهين أشار إلى أولهما بقوله إما بصب الماء أي بحيث لو صب عليها ماء سال إلى جميع الجوانب على السوية وكذا لو وضع عليها مترجرج كالزئبق أو مترجرج كالبندقة وقف عليها مرتعدا مهتزا فقوله بصب الماء حيلة المعرفة لا التسوية كما توهم العبارة وإلى ثانيهما بقوله: أو ببعض موازين المقنتين بأن يوزن ذلك السطحالموزون بالكونيا وهو اسم مثلث للنجارين يعلقون الشاقول منه وهو خيط يشد بأحذ الطرفين بأن يوضع قاعدة الكونيا عليه ويسوى ما ارتفع وما إن خفض من الأرض إلى أن يصير بحيث لو دارة القاعدة على جميعها لا يميل خيط الشاقول عن عموده وهو خط يخرج من رأسه إلى قاعدته عمودا عليها…