ما هو المخطوط النفيس؟
هو المخطوط الذي تنطبق عليه معايير الندرة والنفاسة، كأن تكون منه نسخة وحيدة لا ثانية لها (مخطوط فريد)، أو أن يكون بخط مؤلفه، أو أن مادته العلمية لم يتطرق إليها، أو أن يكون وعائه (شكله) متميزاً مكتوباً مثلاً على الرق أو البردي أو الحرير. وهناك أسباب أخرى للنفاسة معرفتها موكولة لمعرفة المفهرس وثقافته بتاريخ الكتب والأصول والنسخ، ويتأتى ذلك بكثرة البحث والتفتيش والمناقشة.
المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواية الجلودي)
يعد صحيح مسلم من الكتب الجامعة لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، اقتصر فيه مؤلفه رحمه الله تعالى على الحديث الصحيح فقط.
ولقيمة هذا الكتاب اعتنى به العلماء على اختلاف أوطانهم وأعصارهم قراءةً ونسخًا.
قال الدكتور فؤاد سزكين: توجد منه مخطوطات في كل مكتبات المخطوطات العربية تقريبا.
وأوصل أصحاب (الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط – الحديث) نسخه إلى 532 نسخة ما بين نسخة كاملة أو قطعة منه.
ويوجد بدار المخطوطات الإسلامية بالجامعة القاسمية – بحمد لله تعالى – نسخة نفيسة من هذا الكتاب (برقم حفظ: 806، 807، 808، 809، 810، 811، 812)، وهذا وصفها:
*روى هذه النسخة أبو أحمد محمد بن عيسى الجُلُودِي (ت 368 هـ)، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري (ت 308 هـ)، عن مسلم بن الحجاج القُشَيري (ت 261 هـ).
*ولم يسعفنا ناسخ هذه النسخة بالراوي عن الجلودي، ولا باسمه هو نفسه، ولا بتاريخ النسخ.
*تحتوي هذه النسخة على تراجم للأبواب، قال النووي رحمه الله: وقد ترجم جماعة أبوابه بتراجم، بعضها جيد…
*جاء في آخر [المجلد الخامس، الجزء: 39] (برقم حفظ 812): قال إبراهيم بن سفيان: فرغ مسلم من قراءة هذا الكتاب يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين.
وجاء في بداية [المجلد الرابع، الجزء: 25] (برقم حفظ: 806)، وبداية [المجلد الخامس، الجزء: 31] (برقم حفظ: 809): انتقل هذا الجزء وما قبله وما بعده من ملك الشيخ عبد الله الغماري إلى ملك الشيخ إبراهيم بن عبد الله النحوي بتاريخ شهر رمضان المعظم سنة خمس وخمسين وسبعمائة.
وجاء في آخر ورقة من [المجلد الخامس، الجزء: 39] (برقم حفظ: 812) تقييدة بتاريخ: ليلة الخميس الخامس من شهر محرم سنة 832.
*كتبت هذه النسخة بخط النسخ المشكول شكلا غير تام، وهي نسخة مقابلة كما تدل على ذلك عبارة (بلغ مقابلة)، والدائرة المنقوطة، على حواشيها تصحيحات، وتعليقات دقيقة، ونقولات من عدة كتب أكثرها لغوية منها: كتاب الصحاح للجوهري، والمغرب في ترتيب المعرب للمطرزي، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ومجمل اللغة لابن الفارس.
*اعتمد الناسخ نظام ترقيم الكراسات، فالمجلد الرابع يتكون من 14 كراسة، والمجلد الخامس يتكون من 20 كراسة.
*تتكون هذه النسخة من خمسة أجزاء (مجلدات)، ضاع منها الأول، والثاني، والثالث، وبقي بحمد الله تعالى الرابع، والخامس.
قسم المجلد الرابع إلى ستة أجزاء، تبدأ من الجزء 25، وتنتهي بالجزء 30. وقسم المجلد الخامس إلى تسعة أجزاء، تبدأ من الجزء 31، وتنتهي بالجزء 39.
هذا وقد أعيد تجليد الكتاب حيث قسم المجلد الرابع إلى ثلاثة مجلدات (برقم حفظ: 806، 807، 808)، وقسم المجلد الخامس إلى أربعة مجلدات (برقم حفظ: 809، 810، 811، 812).
ويبدو أن هذه المجلدات الخمس كان لها لسان، يدل على ذلك الآثار الموجودة على بداية المجلد الرابع والخامس.
اختلفت ألوان المجلدات بين الأحمر والبني، وتتوسط المجلدات ميدالية ذات زخرفة نباتية.
منتخب الأحكام من حديث سيد الأنام (ج 2)
كتاب منتخب الأحكام من حديث سيد الأنام (ج 2) لعبيدالله بن محمد بن أحمد، ابن قدامة، المقدسي، الحنبلي، شمس الدين المتوفى سنة 684 هـ.
هو مخطوط وحيد لا تعرف له نسخة أخرى في فهارس المخطوطات الالكترونية أو المطبوعة العربية والأجنبية.
وهو أيضا بخط مؤلفه؛ ومن طرق نسبة الخطوط إلى مؤلفيها أن ينص صاحب الخط على اسمه في آخر المخطوط، وهو كذلك في مخطوطنا حيث قال في آخره: الثاني من المنتخب على يد مصنفه عبيدالله بن محمد ابن قدامة المقدسي الحنبلي في شوال سنة 680 هـ. يليه في الثالث باب صلاة الجماعة.
أما مادته العلمية فقد نص العلماء على أهميتها، ومنهم الشيخ قطب الدين أبو الفتح موسى بن محمد اليونيني المتوفى سنة 726 هـ، حيث قال في كتابه الذيل على مرآة الزمان: وشرع في تأليف كتاب، وجمعه من الأحاديث النبوية مرتباً على أبواب الفقه، ولو تم لكان نافعاً.
ومما يبرز قيمة المخطوط وأهميته وجود علامات التصحيح والمقابلة، مما يؤكد أن هذه النسخة نسخة معتمدة متقنة، ومن هذه العلامات الموجودة في مخطوطنا: علامة الدائرة المنقوطة، وعبارة (صح).